مبارك الهاجري: مكتب التحقيقات الكويتي

معلوم أن مكتب التحقيقات الفيديرالية F.B.I في الولايات المتحدة يتبع وزارة العدل ويتمتع بصلاحيات واسعة وكبيرة جدا، للتحقيق في الجرائم كافة، ومنها التجسس والتهديدات والمساومات والتزوير والغش بأنواعه، وغيرها الكثير من الجرائم متعددة الصور والأشكال، هذا في دولة عظمى وكبيرة وعدد سكانها يقارب الـ300 مليون شخص، هذا عدا ما تعانيه من أنشطة غير مشروعة من بعض البلدان المعادية لسياساتها، نظرا لوجود منظمات دولية على أراضيها، وهذا يجعل المسؤولية مضاعفة على هذا الجهاز، إلا أنه أثبت نجاحه في فك طلاسم كثير من الملفات وسبره أغوار أكثر القضايا غموضا وتعقيدا، بفضل خبراته العريقة التي امتدت عقودا من الزمن!
الكويت وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة والتي تعادل مدينة أميركية وعدد سكانها بالكاد تجاوز المليون بقليل، إلا أن مشاكلها لا تحتملها الصين بعظمتها!.. تجاوزات مالية وإدارية هائلة جدا، أتعبت معها ديوان المحاسبة لكثرتها وتشعبها والتي زادت إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل عقدين من الزمان! أضف إليها الصراعات الدائمة بين الحكومات ومجالس الأمة المتعاقبة، كل منها يريد قلب المعادلة لصالحه، واحتدام المنافسات، وتصفيات الحسابات، ودفع الأثمان الباهظة، والتي كانت ارتداداتها خطيرة جدا على الوضع المالي والإداري للدولة أكبر مما يتوقعه المرء!
نحن في هذا البلد بحاجة إلى مكتب تحقيقات رفيع المستوى ويتمتع بالحصانة، ويكون تابعا لوزارة العدل وله الصلاحيات كافة، التي تكفل له متابعة كل التجاوزات المالية والإدارية، وملاحقة المتهمين، وإحالتهم إلى القضاء، دون النظر إلى المكانة الاجتماعية والمالية للأفراد… أمنية قد تبدو بعيدة المنال، إلا أنها قد تتحقق إذا صفت النفوس، وصدقت معها النوايا!

twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.